هل في الاسلام دولة دينية؟؟
الدولة الدينية هي في الأصل دولة ديكتاتورية يدعي فيها الحاكم انه مفوض من
أمر الله و يحكم بما يأمر الله و لا يمكن معاقبته من طرف الشعب إن أخطا و إنما يُعَاقب من يحاول أن ينتقد سلوكه سواء كانت هذه الدولة مسيحية أو بوذية أو ...
أما الدولة في الإسلام فهي دولة مدنية بمرجعية إسلامية
في الإسلام يتم اختيار الحاكم من طرف الشعب عن طريق الشورى {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38
و على الحاكم أن يلبي مطالب الشعب المشروعة و يبدأ بمنحهم حقوقهم الأساسية و إن لم يحكم بالعدل فمن حق الشعب أن يتخلص منه بل من الواجب عليهم أن يقوموا بتنحيته لأنهم إن رضوا بظلمه سيساهمون في نشر الظلم و الفساد في الأرض و الله سبحانه و تعالى حرم الظلم على نفسه فكيف يقبله على عباده
{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }البقرة205
{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
و لا يشترط في الحاكم أن يكون ذا مال أو جاه لان الله عز و جل عندما ولى طالوت على قومه لم يكن صاحب سعة من المال
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247
و لكن الله سبحانه و تعالى منحه مقابل ذلك الخبرة و العلم و كما يقول احد الفلاسفة ** تكون الديمقراطية حينما يحكم الفقراء و ليس أصحاب الأموال **
الإسلام منح لغير المسلمين ( أهل الذمة ) كل الحقوق و أعفاهم من الجهاد بعد دفع الجزية إن كانوا قادرين عليها
كما أن المرأة لم تستلم حقوقها حتى بزغ النور الإلهي و سطع بمكة حيث منحت حق الحياة بعدما كانت توءد و هي وليدة هذا الحق الذي يعد من أول الحقوق التي ينص بها إعلان حقوق الإنسان الذي صدر عام 1948
وَ وُجِبَ الإنفاق عليها و لم تُفرض عليها النفقة نهائيا إلا إن كان عن تراض من نفسها كما حصلت على حقها من الميراث
الإسلام سمح للمرأة أن تحكم و قد شهد الله عز وجل للملكة بلقيس بأنها ملكت قلوب شعبها بحكمها العادل{إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }النمل23
فشتانا بين لفظة تحكمهم و لفظة تمْلِكُهم
و عندما وصلتها رسالة سيدنا سليمان و قالت {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً
رد الله عليها موافقا قولها وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }النمل34
و في النهاية الإسلام ليس مجرد عبادات و أحكام تفرض على المسلمين ليفوزوا بالجنة فلا أحد سيدخلها بعمله و إنما بإحسان الله
الإسلام منهاج أرسله الله لعباده على لسان رسله ليسهل عليهم الحياة الطيبة حتى ينتقلوا من سعة الدنيا إلى سعة الآخرة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire