mercredi 23 novembre 2011

السياسة فن الكذب

السياسة فن الكذب




السياسة هي فن الحكم أي تسيير الشؤون العامة و لكن هناك من يرى أن السياسة هي فن الكذب


و السياسة هي فن الممكن فيمكن للأمير أن يستخدم جميع آلات و أشكال القمع و العنف مادام انه لا يعيش مع مواطنين كلهم أخيارا هذا ما صرح به ماكيافللي في كتابه الأمير و يبدو أن كل حاكم عربي لم تخلو مكتبته من هذا الكتاب فيجب قمع أصوات الحق و استبداد الشعوب و استعمال العنف بشتى أنواعه "مجازر ..معتقلات " فكل شيء ممكن و الغاية تبرر الوسيلة فان كانت الغاية هي البقاء على كرسي السلطة فكل ذبح و قتل يهون أمام هذه الغاية


كما يرى ماكيافللي أن على الأمير أن يستخدم ثقافة الثعلب بالكذب و المكر و أحيانا ثقافة الأسد بالقوة و الشراسة و لم يذكر نهائيا استخدام ثقافة الغزال أو الأرانب فبرأيه أن اغلب الشعب هم أشرار و لا يعد شريرا يستعمل الشطط في السلطة


{يجب أن تعلم أيها الأمير أن هناك طريقتين للقتال الأولى تعتمد على القوانين و الثانية تعتمد القوة ...و لما كانت الأولى غير كافية في الغالب فيجب استخدام الثانية لهذا من الضروري على الأمير أن يعرف جيدا كيف يستخدم طريقتين


...على الأمير أن يعلم جيدا كيف يتصرف كالحيوان فيقلد الثعلب و الأسد في نفس الآن


فان مارس الخداع سيجد دائما بين الناس من ينخدع بسهولة .إن السياسة هي فن الكذب }








كما يرى لوي التوسير أن الدولة تنقسم إلى قسمين


جهاز قمع يتمثل في السجون و المعتقلات و الجيش و المحاكم ....


و جهاز إيديولوجي يوجه الشعوب و يعبئ أدمغتها بأفكار واهية و مزيفة " مدارس ..منظمات أحزاب..نقابات....


إذن أين حكم الشعب نفسه بنفسه أمام كل هذا القمع و التزييف


و ابن العدالة أمام كل هذا المكر و الكذب


أليست هذه الأجهزة و المراجع هي مصدر الشر و الفساد؟؟


يقول الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه " لا تكن رطبا فتعصر و لا تكن صلبا فتكسر " و هذه العبارة تمثل أفضل منهاج لدولة يسودها الحق و العدالة و خلافة عمر اكبر دليل على ذلك


و يقول ابن خلدون متعارضا مع ما قاله ماكيافللي أن على الحاكم أن يتجنب المكر و الخداع و الكذب و أن تقوم سياسته على الرفق و الاعتدال و يكون قدوة حسنة لرعاياه حتى لا يفسدهم فيخذلوه حينما يحتاج إليهم


{إن الملك إن كان قاهرا باطشا بالعقوبات منقبا عن عورات الناس و تعديد ذنوبهم شملهم الخوف و الذل و لاذوا منه بالكذب و المكر و الخداع فتخلقوا بها و فسدت بصائرهم و أخلاقهم و ربما خذلوه في مواطن الحرب و إذا كان رفيقا بهم متجاوزا عن سيئاتهم اطمئنوا إليه و لاذوا به و اُشْرِبُوا محبته}




.................................


نعم و بدون مراء إن فساد الدولة هو من يجلب فساد الشعوب . فساد الإدارة هو من يحرم الشعوب من الحقوق .فساد القيادة هو من يجلب التخلف و التهميش إلى كل المجالات


لقد اوجد الله الكون على أساس الحق بإعطاء كل ذي حق حقه و كل من انحرف عن هذه الغاية مصيره الزوال لا محالة


و قد ذكر الله عز وجل كلمة الحق في القرآن الكريم 198 مرة في 172 آية




الدولة العادلة و إن لم تكن مسلمة سينصرها الله عز و جل و الدولة الظالمة و إن كانت مسلمة فلا تحاول أن تنتظر النصر و الظفر من الواحد الأحد


كتلك الدول التي تدعي الإسلام و هي لم تترك حركة إسلامية إلا ووقفت أمامها بسلم المقصلة و ألغت بعض الشرائع في ديننا


يقول الكواكبي : {ان الاستبداد السياسي متولد عن الاستبداد الديني}


يقول الباحث فاضل الربيعي " إن الدين العظيم يصنع حضارة عظيمة " و ما دمنا نحن المسلمين بأيدينا أعظم دين . دين الله الذي أرسل من اجله كل الأنبياء أولهم ادم و آخرهم محمد عليه الصلاة و السلام فنحن بحاجة ماسة للعودة إلى تعاليم ديننا الحنيف حتى نعود لسيادتنا و تقدمنا


{ إن المسلمين يمكن أن يعودوا إلى عظمتهم الماضية و إلى زعامة العالم<< السياسية >>و العلمية كما كانوا من قبل إذا عادوا إلى فهم حقيقة الحياة في الإسلام و العلوم التي حث على الأخذ بها } الدكتور جورج سارتون


{عن حذيفة أن رسول الله صل الله عليه و سلم قال :تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها .ثم تكون خلافة على منهاج النبوة, ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها . ثم تكون ملكا عاضا , فيكون ما شاء الله أن يكون , ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها . ثم تكون ملكا جبريا , فتكون ما شاء الله أن تكون , ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها . ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت} رواه الإمام احمد بإسناد صحيح

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire